الاثنين، أبريل ٠٩، ٢٠٠٧

طريق المجد .... طريق الشوك


إلي القابعين وراء ظلمات الخوف

إلي المتقوقعين داخل صدفات الرهبة

إلي المرابطين علي ثغور الركوع والخنوع

إلي العاشقين لعبق السير داخل جدران الذل

إلي الخائفين حتي من سواد ظلالهم

إلي الذين ألفوا حياة الذل ..

والقهر ..

والكبت ..

والظلم ..

والبغي

إلي الذين يحلمون ببلوغ قمم المجد وهم متقوقعين في بيوتهم

خائفين أن تطلع حتي جدران مساكنهم علي مجرد أحلام لهم

إلي هؤلاء الحالمين بسراب ما بقوا علي حالهم

إلي هؤلاء

إليهم جميعا أهدي هذا البيت من الشعر

لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله .... لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا

عجبا لهم

ثم عجبا وعجبا وعجبا لهم

أخبروني بربكم .....


هل قمم الجبال كأسنمة الجمال ؟؟؟!!!

وهل بلوغ المعالي كامتطاء البغال ؟؟؟!!!


لا والله لا يستويان مثلا لو كانوا يعقلون

فبئس ما يحكمون وساء ما يظنون

إن طريق المجد طريق له رجال

رجال .. يرهب منهم الخوف

وتخاف منهم الرهبة

رجال .. ضل التردد طريقه إلي قلوبهم

رجال .. عشقوا الأشواك وزهدوا الورود والأزهار

رجال .. وضحت لهم الغاية وعرفوا إليها الطريق

فهانت دونها أرواحهم وأموالهم ودمائهم

رجال .. ذابت قلوبهم في عشق التضحيات

رجال أدركوا القاعدة الأصيلة

وما نيل المطالب بالتمني .... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

رجال .. صدقوا ما عاهدوا الله عليه

رجال .. كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي

كصلاح الدين ونور الدين ويوسف بن تاشفين

كابن تيمية وابن حنبل وابن عبد السلام

كالبنا والقسام وعياش وياسين

كالشاطر وضياء وشوشة ومالك وبشر

وغيرهم كثير لا تعلمونهم الله يعلمهم


رجال .. أشرعوا صدورهم للمصاعب

وفتحوا قلوبهم للمتاعب

فألفتهم وألفوها

وعشقتهم فعشقوها

وأحبتهم فأحبوها

رجال .. آمنوا أن الحياة ما هي إلا مجرد طريق للآخرة

رجال .. أيقنوا أنها ميتة واحدة فجعلوها في سبيل الله

رجال .. عرفوا وأدركوا أنه


من طلب العلا بغير كد .... أضاع العمر في طلب المحال


رجال .. عرفوا أن مدينة المجد ليس لها إلا طريق الشوك

فسلكوه وخاضوه

فبلغوا به قمم العلا .. وساحوا به في سماء المجد

فخلد التاريخ ذكرهم بحروف من نور

فطوبي لهم بمقامهم في الدنيا والآخرة




هؤلاء

هؤلاء وفقط

هم رجال طريق المجد



أما أنتم

يا من آثرتم طريق السلامة والدعة والراحة

وفضلتم طريق القعود والنكوص

وطلبتم العلا فلم تبذلوا لها كدا ولا تعبا

وحسبتم المجد تمرا يؤكل أو برشام يبلع

أما أنتم .. فأقول لكم

إن طريق المجد طريق واحد معروف

طريق مرسومة خطواته

موضوعة حدوده معروفة عواقبه وتبعاته

وإنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائم

فمن صبر صبر فأجره في ذلك علي الله

ولا يفوته أجر المحسنين

فإما النصر والسيادة

وإما الشهادة والسعادة

ألا فاستيقظوا من غفلتكم

وقوموا من نومتكم

واسلكوا الطريق المؤدية إلي أحلامكم

أما هؤلاء

هؤلاء الذين لم يحلموا أصلا ببلوغ قمم المجد والمعالي

فأولئك قوم هانت عليهم المكرمات فهانوا

أولئك قوم كتبوا شهادات وفاتهم قبل ولادتهم

ودفنوا أنفسهم بأيديهم

وأبوا إلا أن يعيشوا عالة علي الدنيا

فغفل عنهم التاريخ كما غفلوا عنه

ونسيتهم ذاكرة الأيام كما نسوها

ولفظهم طريق الحق كما لفظوه

فعظم الله أجرنا وأجركم فيهم وفي أمثالهم

فأولئك كالأموات

إلا أن ليس لهم ذكري الأموات

أختم مقالي بتحية

تحية إكبار واحترام وإجلال إلي أولئك الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم وحرياتهم في سبيل الله ومن أجل حرية شعوب بلادهم

فحلقوا بذلك في أرحب آفاق المعالي

تحية إكبار وانحناءة إجلال لهم

فمنهم نتعلم وعلي طريقهم نسير

إن شاء الله تعالي

el-aseef

هناك تعليق واحد:

Dr.khaled يقول...

ما شاء الله
ايه ده
كلية الطب فيها ابداعات
اشمعنا انا اللي خايب من ضمن الزملاء
الله يرحم والدك يا خالد

اسال الله ان يجعله لك..خير سلف
وان يجعلك له..خير خلف