السبت، يناير ٠٥، ٢٠٠٨

في ذكراك يا بطل .. أسطر سطورا





أمام ذكري العظماء .. تتلعثم الأقوال وتسكت الكلمات وتخرس الأناشيد .. فلا يُفسح المجال إلا للدموع والعبرات التي يرسم إيقاع تساقطها لحنا جنائزيا عذبا يحكي ملامح زمن جميل عشناه علي وقع البطولات والتضحيات
أمام ذكري الشهيد البطل .. لا يخفف آلامنا ولا يسكت آهاتنا ولا يوقف دموعنا إلا وقع الآيات التي سطرها الله في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

"ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين " صدق الله العظيم

إنه البطل الأروع .. إنه القائد المهندس .. إنه الجنرال الأسطورة .. إنه صقر الكتائب
إنه
يحيي عياش

إنه يحيي .. الذي أحيا في قلوبنا أسمي معاني البطولة وأروع آيات الجهاد والفداء

إنه عياش .. الذي عاش لفلسطين ولرب فلسطين ولدين فلسطين ولتراب فلسطين ولأهل فلسطين

إنه عياش .. الذي عاش في قلوبنا وفي أحلامنا وخيالاتنا

إنه صقر الكتائب .. الذي أتعب الصهاينة بعينه الثاقبة وانقضاضته المباغتة المدهشة وأثره الذي لا يُنسي

إنه المهندس .. الذي هندس أرواحنا علي حب المقاومة والجهاد والفداء

إنه الأسطورة .. التي انتزعت لذة النوم الهادئ من عيون الغاصبين المحتلين .. وتركت عملياته بصمة لا تُنسي في قلوب جيل كامل من الصهاينة

إنه الجنرال .. الذي شهدت ببطولاته مدينة العفولة ومدينة الخضيرة وتل أبيب ونتانيا وكريات أشمون وعشرات المغتصبات الصهيونية

إنه ابن حماس البار وأسطورة كتائب الشهيد عز الدين القسام .. الذي أنشأ مدرسة الإستشهاديين التي ما زالت تخرج لنا تلاميذا نجباء رغم غياب ناظرها عنها منذ اثنتي عشر عاما كاملة

إنه البطل الأروع أبو البراء .. الذي أنجبته قرية رافات , تلك القرية الصغيرة بمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة فصنعت بإنجابه لنفسها مكانة عظيمة في أعظم كتب تاريخ الشرفاء واحتلت لنفسها مكانا عظيما علي خريطة المجد والفداء

إنه القائد الشهيد .. الذي زلزل خير استشهاده العدو والصديق والقريب والبعيد , فبكته كل العيون ونعته كل القلوب , وخرجت فلسطين عن بكرة أبيها في جنازته لتواري حلمها الجميل ثراه

لن ننسي .. ولن تنسي فلسطين ذلك اليوم الذي حمل فجره خبر موت الحلم الجميل الذي يحق لنا أن نعيش علي ذكراه زمنا طويلا

إنه يوم الجمعة الحزين الموافق 5/1/1996

في ذكراك يا بطل .. بكي قلمي فسطر سطورا ترثي حلما جميلا عشناه , ورسم ألحانا حزينة تعزف إيقاعات بطولاتك التي ما نسيناها , وأطلق قذائف وكلمات فشلت أن تحاكي قذائفك ومتفجراتك التي ألهبت بها مشاعرنا وشفيت بقتلاها صدورنا وصدعت بها أسطورة جيش لا يُقهر

لن ننساك يا بطل الأبطال .. ولن ننسي حلمك الجميل
سنسير علي دربك
وسنحيي ذكراك في نفوس أجيال لم تسمع عن بطولاتك
حتي ننسخ من الحلم أحلاما, وحتي نجعل من التاريخ واقعا

فلا نقول وداعا أيها البطل

ولكن نقول

إلي لقاء أيها الشهيد
لمعرفة المزيد عن البطل القسامي يحيي عياش بالإمكان مراجعة هذه الروابط



el-aseef